Gaza Call For Action
Home | Articles | Status |
Login
Arabic English

نداء عاجل للعمل: كسر حصار غزة، شفاء جراح المشاهدين في ألم

تتكشف محرقة في غزة أمام أعيننا—تجويع، تشويه، وقتل بمقياس يتحدى الفهم. لقد قُتل أكثر من 50,000 فلسطيني، معظمهم من المدنيين، منذ أكتوبر 2023. لم تدخل أي مساعدات منذ أوائل مارس 2025، مما يعرض 60,000 طفل لخطر الموت جوعاً و390,000 شخص للتهجير، غالبًا عدة مرات، دون مأوى آمن. هذه ليست مجرد أزمة؛ إنها خنق متعمد لـ 2.3 مليون روح. بالنسبة لأولئك في غزة، كل يوم هو صراع ضد الموت. أما بالنسبة لأصدقائهم وأقاربهم في الخارج—الفلسطينيون في الشتات، الحلفاء المرتبطون بالأرض، والمجتمعات المرتبطة بالحب أو التاريخ—فالألم نوع مختلف من العذاب: مشاهدة الأحباء وهم يذبلون، عاجزين عن إيقاف ذلك. لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي بينما يستهلك هذا الألم كلاً من المحاصرين وأولئك الذين يحملون حزنهم عبر المحيطات. الوقت للعمل الآن—ليس غدًا، ليس عندما "تُفتح" الحدود، بل اليوم—لكسر الحصار، إيصال المساعدات، والنضال من أجل العدالة.

المعضلة: المعاناة أم مشاهدة الأحباء يعانون؟

في غزة، المعاناة فورية وقاسية. العائلات تجوع—90% مشردون، ينقبون في الأنقاض بحثًا عن فتات. الغارات الجوية تمحو سلالات بأكملها؛ المستشفيات أصبحت أطلالاً محطمة. تحمل هذا يعني معرفة لسعة الجوع، قبضة الخوف، وظل الموت. أم تراقب ضلوع طفلها بارزة، عاجزة عن إطعامه. أخ يدفن أخته، قُتلت في غارة. هذا ألم منحوت في اللحم والعظم.

لكن بالنسبة لأولئك في الخارج المرتبطين بفلسطين—الأصدقاء، العائلة، مجتمعات الشتات—ألم المشاهدة هو جحيم خاص به. تخيل أن تستيقظ في لندن، عمان، أو شيكاغو على أخبار ابن عم آخر قُصف، صديق آخر جاع. ترى وجوههم في كل تقرير: أحمد منصور، صحفي احترق حياً أمام الكاميرا؛ طفل جارك سُحق تحت الأنقاض. وسائل التواصل الاجتماعي تنقل صراخهم، لكنك على بعد آلاف الأميال، عاجز عن العناق، الإطعام، أو الإنقاذ. الفلسطينيون في الخارج يحملون هذا الثقل يوميًا—مظاهرات في مدن توأم رام الله أو شوارع نيويورك تعكس حزنهم، لكن الحدود والسياسة تكبل أيديهم. الحلفاء أيضًا، ذوو الجذور في نضال فلسطين، يشعرون به: ذنب الأمان، غضب التقاعس. تُظهر دراسات عن صدمات الشتات—فكر بالروانديين أو السوريين—أن هذا "الألم الثانوي" يولد اضطراب ما بعد الصدمة، الاكتئاب، وذنب الناجي بعمق مثل الجروح الجسدية.

أيهما أسوأ؟ انهيار الجسد أم القلب؟ في غزة، المعاناة رعب محدود، ينتهي بالموت أو البقاء. المشاهدة من بعيد—سواء كنت فلسطينيًا في المنفى أو صديقًا مرتبطًا بالحب—هي جرح يتفاقم إلى أجل غير مسمى. تطاردك "ماذا لو": هل كان بإمكاني إرسال المال؟ الانضمام إلى مسيرة؟ تغيير حياة واحدة؟ كلاهما لا يطاق، لكن ألم الشتات هو جسر بين العوالم—صراخ غزة يتردد في أرواحهم، وأصواتهم يمكن أن تضخم النضال. هذه المعضلة تطالبنا بالعمل، ليس فقط من أجل الجائعين ولكن من أجل المشاهدين، الممزقين بحبهم وخسارتهم.

الحل المفقود: لماذا لا توجد منظمة للإسقاط الجوي؟

حصار غزة هو حصن من القسوة—البر، البحر، والجو مغلقون بقبضة إسرائيل الحديدية.
الطعام، الدواء، والوقود تتراكم في رفح وكرم أبو سالم، تتعفن بينما تتوسل الأونروا للدخول. في عام 2024، حاولت الولايات المتحدة، الأردن، وآخرون الإسقاط الجوي—38,000 وجبة جاهزة أُسقطت، ومضة أمل—لكنها كانت غير كافية بشكل مؤلم. لقي خمسة أشخاص حتفهم عندما فشلت المظلات؛ غرقت المساعدات في البحر أو نُهبت. بحلول مارس 2025، توقفت حتى هذه الجهود. لماذا؟ الإسقاطات الجوية مكلفة (10,000 دولار لكل رحلة)، غير فعالة (الشاحنات تحمل 100 طن؛ الطائرات، جزء صغير)، وخطيرة بدون فرق أرضية لتأمين الإسقاط. سيطرة إسرائيل على المجال الجوي تسقط الطائرات بدون طيار المارقة، ولا منظمة غير حكومية تجرؤ على تحديها بمفردها.

والأسوأ، لا توجد منظمة لكسر هذا الحصار بإسقاطات جوية مستدامة. عمالقة الإغاثة مثل أوكسفام أو المساعدات الطبية للفلسطينيين يركزون على المناصرة أو المساعدات الأرضية، واصفين الإسقاطات الجوية بـ"الرمزية". هم على حق—الطرق البرية أفضل—لكن عندما تكون المعابر مغلقة، لماذا لا يبتكر أحد؟ تستخدم أمازون طائرات بدون طيار لتوصيل الطرود في المناطق النائية، تسقط البضائع إلى إحداثيات دقيقة دون أن يخاطر الطيارون بأجواء متنازع عليها. يمكن أن تكون غزة التالية. الطائرات بدون طيار—صغيرة، خفية، موجهة بنظام تحديد المواقع—يمكن أن تحمل الطعام، الدواء، أو أجهزة تنقية المياه للعائلات، متجاوزة حماس والنهابين. طائرة بدون طيار بـ5,000 دولار يمكن أن تحمل 10 كيلوغرامات؛ أسطول من 1,000 يمكن أن يطعم الآلاف يوميًا.
التكنولوجيا موجودة، مثبتة في مناطق حرب أوكرانيا وتوصيلات ريفية أمريكية. لكن لم يتبناها أحد.

لماذا لا؟ السياسة تُشل. تخشى المنظمات غير الحكومية غضب إسرائيل أو عقوبات الولايات المتحدة. الجيوش تحتاج موافقة الدولة، التي لن تمنحها الولايات المتحدة. عملية "سماء لغزة" المارقة قد تعرض للتصعيد—لكن عدم القيام بشيء يصعد الموت.
الفلسطينيون في الخارج، ينظمون في مدن مثل ديربورن أو سانتياغو، يمكن أن يقودوا هذه المهمة، بجمع تبرعات جماعية وخبرات تكنولوجية. حصتهم الشخصية—عائلات محاصرة في غزة—تجعلهم لا يُوقفون. نحتاج إلى رؤيتهم لخلق حركة جديدة، تقدم الخبز حيث تسقط القنابل.

خيانة الأمم المتحدة: القرار 377 وفيتو الولايات المتحدة

الأمم المتحدة، الحارس المفترض للإنسانية، هي متفرج على مذبحة غزة. مجلس الأمن الدولي، مشلول بفيتوات الولايات المتحدة، فشل مرارًا—ديسمبر 2023، فبراير 2024، نوفمبر 2024—في منع وقف إطلاق النار ومقررات المساعدات لـ"حماية" حملة إسرائيل. كل فيتو يدفن غزة أعمق. الجمعية العامة للأمم المتحدة، الخالية من الفيتو، تملك ورقة قوية: القرار 377، "الاتحاد من أجل السلام". وُلد عام 1950 لتجاوز انسداد الحرب الباردة، يتيح للجمعية العامة التوصية بإجراءات—وقف إطلاق النار، ممرات مساعدات، حتى قوات حفظ سلام—عندما يفشل مجلس الأمن. نجح في عام 1956، مخلقًا قوات الأمم المتحدة لأزمة السويس.

لكن الجمعية العامة أهدرت هذه القوة. في أكتوبر 2023، أقرت قرار هدنة (120-14)؛ في ديسمبر، استدعت مصر القرار 377 لجلسة طارئة. لكن لم يتبع شيء—لا عقوبات، لا قوة إنسانية، لا مطالبة بفتح رفح. في عام 2024، تلاشت جلسة أخرى—أيد 153 دولة السلام، لكن إسرائيل تجاهلته، محمية بنفوذ الولايات المتحدة. لماذا؟ قرارات الجمعية العامة غير ملزمة، مجرد اقتراحات. الحلفاء مثل ألمانيا أو المملكة المتحدة ينصاعون لضغط الولايات المتحدة، خائفين من ضربات تجارية أو دبلوماسية. حتى الدول العربية تتردد، عالقة في شبكات جيوسياسية. القرار 377 يمكن أن يحشد تحالفًا لتحطيم الحصار، لكن الخوف من مواجهة القوة يسود. في هذه الأثناء، يموت أطفال غزة، والفلسطينيون في الخارج—مثل أولئك المتظاهرين في دبلن أو القاهرة—يشاهدون وطنهم يحترق، مخذولين بتقاعس عالمي.

نداء للعمل

لا يمكننا أن ندع فلسطينيًا آخر يجوع بينما يبكي أقرباؤهم في الخارج. لا يمكننا أن ندع الأصدقاء—سواء في فلسطين أو مرتبطين بها بدم وقلب—يحملون هذا الحزن بمفردهم.
هذا نضالنا، من أجل المعانين وأولئك المشاهدين:

  1. إطلاق "سماء لغزة": يجب أن يقود الفلسطينيون في الشتات، من عمان إلى تورنتو. جمع تبرعات بقيمة 10 ملايين دولار لأسطول طائرات بدون طيار—1,000 طائرة بـ5,000 دولار لكل منها، توصل الطعام والدواء يوميًا. التعاون مع شركات التكنولوجيا لتصميمات خفية، مثبتة في توصيلات أمازون. إسقاط المساعدات للعائلات، ليس لأمراء الحرب. إذا أسقطتها إسرائيل، فليشهد العالم.

  2. فرض عمل الجمعية العامة: اغمر الدبلوماسيين بمطالب عقد جلسة القرار 377.
    ادفع لتحالف ملزم—عقوبات، قوات حفظ سلام، فتح معابر. الفلسطينيون في الخارج، مع حلفاء في كل مدينة، يمكن أن يملؤوا ساحات الأمم المتحدة، جاعلين الصمت مستحيلاً.
    إذا استخدمت الولايات المتحدة الفيتو ضد السلام، فلتتجاوزها 193 دولة.

  3. التضخيم والتنظيم: شارك أصوات غزة—تغريدات من جباليا، قصص من أبناء عمومة في مدينة غزة. مقاطعة ممكني الحصار. التظاهر أمام السفارات، بقيادة مجتمعات الشتات التي يغذي ألمها التغيير. مسيراتهم في لندن أو بيروت هي مخططنا.

  4. الابتكار معًا: مهندسون في الدوحة، مبرمجو شيكاغو—صمموا طائرات بدون طيار.
    محامون في رام الله—صيغوا تحديات قانونية. متبرعون في كل مكان—ادعموا مجموعات مثل أطباء بلا حدود، الذين يدفعون للوصول. كل عمل يُحسب، خاصة من أولئك الذين يحملون فلسطين في قلوبهم.

المعاناة في غزة أو مشاهدتها من بعيد—كلاهما لا يطاق. الفلسطينيون في الخارج يحملون ألم غزة في عظامهم، مكالماتهم الهاتفية دون إجابة، أحلامهم مسكونة. نحن نناضل من أجلهم بقدر ما نناضل من أجل المحاصرين. طائرة بدون طيار تسقط الطحين ليست مجرد طعام؛ إنها دليل على أننا لم نتخل عنهم. تصويت الأمم المتحدة ليس مجرد سياسة؛ إنه إشارة لكل فلسطيني في المنفى: أنتم لستم وحدكم. انضموا إلينا. موّلونا. ناضلوا معنا. اكسروا الحصار، من أجل الجائعين والمحزونين على حد سواء.

Views: 42