https://ninkilim.com/articles/gaza_in_ruins/ar.html
Home | Articles | Postings | Weather | Top | Trending | Status
Login
Arabic: HTML, MD, MP3, PDF, TXT, Czech: HTML, MD, MP3, PDF, TXT, Danish: HTML, MD, MP3, PDF, TXT, German: HTML, MD, MP3, PDF, TXT, English: HTML, MD, MP3, PDF, TXT, Spanish: HTML, MD, MP3, PDF, TXT, Persian: HTML, MD, PDF, TXT, Finnish: HTML, MD, MP3, PDF, TXT, French: HTML, MD, MP3, PDF, TXT, Hebrew: HTML, MD, PDF, TXT, Hindi: HTML, MD, MP3, PDF, TXT, Indonesian: HTML, MD, PDF, TXT, Icelandic: HTML, MD, MP3, PDF, TXT, Italian: HTML, MD, MP3, PDF, TXT, Japanese: HTML, MD, MP3, PDF, TXT, Dutch: HTML, MD, MP3, PDF, TXT, Polish: HTML, MD, MP3, PDF, TXT, Portuguese: HTML, MD, MP3, PDF, TXT, Russian: HTML, MD, MP3, PDF, TXT, Swedish: HTML, MD, MP3, PDF, TXT, Thai: HTML, MD, PDF, TXT, Turkish: HTML, MD, MP3, PDF, TXT, Urdu: HTML, MD, PDF, TXT, Chinese: HTML, MD, MP3, PDF, TXT,

غزة تُركت في الخراب - لكنها ليست وحدها

غزة تُركت في الخراب - لكنها ليست وحدها.
معها تُركت بقايا “لن يتكرر أبدًا”،
أسطورة القيم الغربية،
أشلاء القانون الدولي،
والصورة المحطمة لإسرائيل في أعين العالم.

غزة تُركت في الخراب

أصبح الدمار المادي لغزة واحدًا من الصور المميزة لعصرنا: أحياء بأكملها تحولت إلى غبار، مستشفيات أصبحت مقابر، وعائلات محيت من السجلات المدنية. وراء الإحصاءات تكمن مأساة أعمق - محو الاستمرارية، الثقافة، والحياة اليومية. خراب غزة ليس مجرد نتاج الحرب؛ بل هو نتيجة عقود من نزع الإنسانية والحصار، كارثة بطيئة الحركة شاهد عليها العالم بعيون متعبة وغضب يتلاشى.

الخراب يتحدث ليس فقط عن القصف، بل عن الهجران - عن شعب محاصر في جغرافيا اليأس.

بقايا “لن يتكرر أبدًا”

كانت عبارة “لن يتكرر أبدًا” ذات يوم نذرًا أخلاقيًا - تعهدًا عالميًا صيغ في أعقاب الإبادة الجماعية. لكن في غزة، تبدو هذه الكلمات جوفاء. كان من المفترض أن تكون دروس الهولوكوست رابطًا للبشرية للدفاع عن كل حياة، لا أن يحتكرها أمة واحدة أو تُستخدم لتبرير معاناة أخرى.

عندما يتجاهل العالم نفسه الذي تعهد بمنع الفظائع الجماعية بينما تتكشف أمام الشاشات مباشرة، تصبح لن يتكرر أبدًا ليست وعدًا بل أثرًا - شيء يُرثى عليه بدلاً من تصديقه.

أسطورة القيم الغربية

على مدى عقود، صوّرت الدول الغربية نفسها كحراس للديمقراطية، الحرية، وحقوق الإنسان. لكن الاستجابة لغزة كشفت عن أخلاق انتقائية: معيار للحلفاء وآخر لباقي العالم. الحكومات التي تتحدث عن “النظام القائم على القواعد” أيدت الحصار والتجويع؛ وتلك التي تدعي الدفاع عن الحرية جرمّت الاحتجاج وكممت المناهضين.

في خراب غزة، تواجه أسطورة القيم الغربية حسابها. ما تبقى ليس المثل العليا، بل المصالح - الجيوسياسية، الاقتصادية، والانتخابية. القاموس الأخلاقي يبقى، لكن المعنى قد تحلل.

أشلاء القانون الدولي

عندما رفع السفير الإسرائيلي ميثاق الأمم المتحدة ومزقه في الجمعية العامة، لم يكن ذلك مجرد إيماءة - بل رمزًا لنظام بدأ يتفكك بالفعل. القانون الدولي، الذي وُلد لتقييد السلطة، تحول إلى ورق: يُستشهد به عندما يكون مناسبًا، ويُمزق عندما يكون الأهم.

تُوثق جرائم الحرب في الوقت الحقيقي، لكن المساءلة تظل مؤجلة إلى مستقبل بعيد. المؤسسات التي يُفترض أنها تدعم العدالة مشلولة بالفيتوات والمعايير المزدوجة. ما يُركت في أشلاء ليس فقط ميثاقًا بل مصداقية النظام العالمي نفسه.

الصورة المحطمة لإسرائيل في أعين العالم

كانت إسرائيل تقدم نفسها ذات يوم كديمقراطية تحت الحصار - أمة تقاتل من أجل البقاء. لكن مع انتشار صور دمار غزة، تكسرت تلك الرواية. حول العالم، يرى عدد متزايد ليس دفاعًا بل هيمنة، ليس أمنًا بل إفلاتًا من العقاب.

الرأسمال الأخلاقي الذي حمى إسرائيل لعقود يتبدد، حتى بين حلفائها التقليديين. أسطورة الاستثناء - أن إسرائيل تقف فوق المعايير التي تطالب بها الآخرين - تحطمت على صخور غزة.

الخاتمة

ما يُركت في الخراب، إذن، هو أكثر من مدينة. إنه بنية النظام الأخلاقي - الاعتقاد بأن البشرية تتعلم، أن السلطة يمكن تقييدها، وأن كلمات مثل العدالة، القانون، والقيم لا تزال تحمل وزنًا.

غزة هي مرآة عصرنا. النظر إليها هو رؤية ليس فقط دمار شعب، بل انهيار ضمير العالم.

Impressions: 26